الدكتور جلال أشقر
|
قد يؤدي التعرض إلى درجات حرارة عالية للغاية إلى تفاقم الأمراض الموجودة و / أو المشاكل الصحية، أحيانا إلى حد الإعاقة والوفاة المبكرة، على سبيل المثال، في أمراض الجهاز التنفسي – يؤدي الطقس الحار وتلوث الهواء إلى زيادة عدد جزيئات الغبار الصغيرة في الغلاف الجوي وتواتر العواصف الرملية . نتيجة لذلك، قد تحدث اضطرابات في الجهاز التنفسي، وعلى المدى الطويل قد تتسبب حتى في أمراض الجهاز التنفسي المزمنة، وخاصة لمرضى الربو والأشخاص الذين يعانون من الحساسية .
فكلما ارتفعت درجة الحرارة، زاد فقدان السوائل وزيادة العطش، ونتيجة لذلك نشرب أحيانا أكثر من اللازم تصل إلى حالة فائض سوائل في الجسم . بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من قصور القلب، يمكن أن يؤدي فائض السوائل إلى قصور حاد في القلب . ومع ذلك، فإن الحرارة الشديدة تسبب فقدان كمية أكبر من السوائل، مما قد يضعف الأداء الطبيعي للكلى، وبالتالي، من ناحية أخرى، يجب على المرء شرب كمية كافية من السوائل .
تساعد الحرارة على تقليل الشهية ومن ناحية أخرى تزداد الحاجة إلى الشرب . بالنسبة لمرضى السكر الذين يحقنون الأنسولين بوقت قريب من الطعام، فإن تناول كميات أقل من الطعام وشرب كميات أكثر يمكن أن يؤثر على مستويات السكر في الدم – مما قد يسبب نقص السكر في الدم (هيبوجلوكوميا) . لذلك، يوصى هؤلاء السكان بتناول المزيد من الوجبات الصغيرة خلال النهار .
في الوقت الذي تكون فيه درجة الحرارة في الخارج مرتفعة، تتمدد الأوعية الدموية في سطح الجلد ويتدفق المزيد من الدم إليها – من أجل التعرق الذي يبرد الجسم . نتيجة لذلك، يتدفق الدم بشكل أقل إلى الأعضاء الداخلية الحيوية، مثل القلب، الكبد، الكلى، الدماغ، إلخ . قد يتسبب هذا في أضرار جسيمة لوظيفة هذه الأعضاء، وزيادة كبيرة في درجة حرارة الجسم، وفقدان الوعي وحتى الموت .
كذلك، من المعروف أيضا أن التعرض المرط للشمس يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد، ويزداد الخطر بشكل أكبر بين أوساط الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة .
أيضا في مجال الرؤية، من المعروف اليوم أن درجات الحرارة المرتفعة تسبب تغيرا في خلايا شبكية العين، مما ينتج عنه اضطراب في الرؤية وتلف حدة الرؤية وجودتها، خاصة بين أوساط الأشخاص الذين يعانون من فرط الحساسية في العينين .
حتى أن هناك أبحاث تشير إلى أن البقاء في درجات حرارة عالية له تأثير سلوكي وحتى عقلي، وقد يتسبب في تفاقم حالات القلق، محاولات الانتحار والتراجع .
إذن ما الذي يمكن فعله؟
-
تجنب التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة، خاصة خلال "الساعات الحارة"، أي، 10:00-15:00، وذلك لتجنب ضربة الشمس والحروق المختلفة في الجسم .
-
ينصح بالبقاء في مكان مظلل / مكيف، وخاصة كبار السن والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض الرئة .
-
قبل الخروج إلى الشمس، يجب استخدام واقي الشمس .
-
تجنب الأنشطة الرياضية / الهوائية في الخارج، مثل الركض .
-
لا تترك الأطفال في سيارة مغلقة – درجة الحرارة داخل السيارة أعلى بعدة مرات من درجة الحرارة خارج السيارة وتشكل خطرا حقيقيا على الحياة .
-
يجب الحرص على شرب الكثير من السوائل لاستعادة السوائل التي فقدتها ومنع حالات الجفاف .
-
في درجات الحرارة الشديدة، ينصح بتجنب التنزه في الطبيعة، والأكثر من ذلك، إنها فترة تتميز بلدغات الثعابين ولسعات العقارب .
-
يجب الحرص على تغذية كافية بكميات صغيرة على مدار اليوم، وخاصة بين مرضى السكر .
-
يجب حفظ الأدوية في الثلاجة أو عند درجة حرارة لا تزيد عن 25 درجة مئوية . عند ارتفاع درجة الحرارة، يفقد الدواء خصائصه العلاجية وبالتالي لن يؤثر على الشخص الذي يتناوله .
-
بالنسبة للأشخاص الذين يعملون في عمل بدني، مثل عمال البناء، من المهم الحرص على شرب الكثير من الماء، ارتداء غطاء الرأس، ملابس ممتصة للعرق، والراحة في مكان مظلل .
متى يجب التوجه إلى فحص طبي ؟
في أي حالة يحدث فيها أي تغيير جسدي في الشخص بعد البقاء لفترة طويلة في الحرارة، على سبيل المثال الضعف، الغشاوة الكاملة أو الجزئية للوعي، الصداع الشديد، الانهيار، الإغماء، درجة حرارة تبلغ 41 درجة مئوية (وهي سمة من سمات ضربة الشمس)، آلام العضلات، اللامبالاة، وما إلى ذلك، وعلى وجه الخصوص إذا كان المريض ينتمي إلى إحدى مجموعات الخطر التي تمت الإشارة إليها، فمن المهم القدوم إلى غرفة الطوارئ / العيادة والخضوع لفحص طبي .