ولد د. هيلل يافه في عام 1864 في قرية ريستوفكا في أوكرانيا. عند بلوغه ذهب د. يافه الى جامناسيا في مدينة راديانسك للدراسة ومن ثم انتقل إلى مدينة جنيف لدراسة الطب. أتمّ د. يافه تعليمه في سنة 1899 وتابع تخصصه في باريس في طب العيون نظرًا لانتشار مرض التراخوما في الييشوف في إسرائيل.
في عام 1891 هاجر د. يافه إلى إسرائيل، فلسطين حينئذ. في عام 1893 تم دعوته من قبل اللجنة المعينة للبارون روتشيلد للعمل كطبيب ومدير في مستشفى زخرون ياعكوف لعلاج الكم الهائل من مرضى الملاريا في بلدات الخضيرة وعتليت.
واحد من رواد بحث الملاريا في إسرائيل قام د. يافه بالعمل على أن تُزرع غابه من شجر الأوكالبتوس (ألكينا) في مستنقعات بلدة الخضيرة لتجفيفها وبدأ برشّ أراضي المستنقعات بالزيت لمنع حضانة البعوض من نوع أنوفيليس. كذلك فقد قام د. يافه بتقديم علاج جهازي بواسطة دواء كوانين لإعاقة الملاريا.
في عام 1896 انتقل يافه مع عائلته إلى مدينة يافا بعد أن تم تعيينه من قبل حوفيفي تسيون كممثل لهم في أرض إسرائيل.
من مشفى زخرون يعكوف وحتى مركز طبي في منطقة الجليل
عاد د. يافه في عام 1904 للعمل كطبيب في زخرون يعكوف وقام بتوسيع المشفى وتحويله إلى مركز طبي ليخدم منطقة الجليل وكمركز لإبادة الملاريا. ساند د. يافه رواد الهجرة الثانية الذين عملوا في مستوطنات البارون. أقام صندوق للإعانة المتبادلة لمحاربة الأمراض والأوبئة وبهذا مهد الطريق لتأسيس منظمة لحفظ الصحة مرتكزة على المساندة المتبادلة.
قام د. يافه بكتابة مقالات علمية عن محاربة الملاريا، التراخوما وبالأخص داء البابِسِيَّات وتمت دعوته لإلقاء محاضرة في معهد باستير في باريس وفي مؤتمرات طبية عديدة في أوروبا. أنتقل د. يافه من زخرون يعكوف إلى حيفا في عام 1919 وتابع من هناك ببحث الملاريا وعمل في ذات الفترة كطبيب مدرسة ريالي. في غضون هذه الفترة قام بنشر 25 مقالة علمية من ضمنها 11 مقالة تحدثت عن الملاريا والقضاء على الملاريا.
توفي د. يافه في سنة 1936 قبل أن يشهد تحقيق حلمه- قيام دولة إسرائيل. طلب د. يافه في وصيته أن يتم دفنه في زخرون يعكوف.
يحمل المركز الطبي في الخضيرة اسم رجل مقدام، باحث، طبيب، صهيوني وحالم.