إيتي البالغة من العمر -49 عاما من الخضيرة، أم لثلاثة أبناء. تم تجنيد اثنين منهم في الحرب. الأكبر هو مقاتل احتياطي في جفعاتي، والأوسط - هو مقاتل في جولاني، الذي تم دعوته في -7 أكتوبر تشرين الأول للقتال في الجنوب ويقاتل الآن في غزة ولم يتصل منذ ثلاثة أسابيع. خلال الشهر الماضي، اعتقدت إيتي أنها تمكنت من التعامل بشجاعة مع الموقف، وأنها على الرغم من التوتر الواضح، كانت بخير نسبيا.
قبل حوالي أسبوع ونصف، وأثناء تواجدها في العمل، شعرت بالإعياء والإغماء، لكنها لم تعير الأمر أي أهمية. وبعد أيام قليلة، وبينما كانت تجلس مع أصدقائها، وصلتها رسالة عبر الواتساب مفادها أن قائد ابنها أصيب بجروح خطيرة في غزة. وفي لحظة بدأت تشعر بتسارع دقات القلب وارتعاش في ركبتيها وفقدت وعيها. تم نقلها بسيار إسعاف إلى المركز الطبي هيلل يافه، وعلى ضوء نتائج فحص تخطيط القلب، تم إدخالها بشكل عاجل إلى عملية قسطرة، وأظهرت القسطرة أن شرايين قلبها سليمة وأن ما مرت به هو في الواقع "متلازمة القلب المكسور". تم إدخالها إلى المستشفى في وحدة العناية المركزة للقلب.
البروفيسور أريئيل روجين والممرضة تال فيردي أثناء الفحص مع إيتي في وحدة العناية المركزة للقلب في هيلل يافه
منذ أحداث ال 7 من أكتوبر تشرين الثاني وبداية حرب "السيوف الحديدية" ، لا يوجد تقريبا إنسان في إسرائيل لم يشعر بالضغط، الضيق أو القلق في أعقاب الوضع. أفاد المركز الطبي هيلل يافه أنه في الأسبوعين الماضيين كانت هناك زيادة كبيرة في عدد الإحالات، وتحديدا من النساء الشابات في الخمسينات من العمر، مع شكاوى نموذجية من نوبة قلبية – سواء كانت نوبة قلبية حقيقية أو "متلازمة القلب المكسور"، ويطلق على اسمها المهني تاكوتسوبو(Takotsubo cardiomyopathy).
"هذه المتلازمة هي حالة طبية تتجلى في انخفاض مؤقت في وظيفة عضلة القلب، والذي يحدث عادة نتيجة لضغوط نفسية كبيرة، مثل وفاة شخص قريب، االفصل من العمل، الطلاق، وما إلى ذلك. من المعروف أن التوتر يعتبر كعامل يزيد من خطر الإصابة بأمراض مختلفة، بما في ذلك أمراض القلب. وفي هذه المتلازمة، استجابة للتوتر، يفرز الجسم كميات هائلة من الأدرينالين، والتي تصل بسرعة إلى عضلة القلب وتتسبب في تسممها ونتيجة لذلك إضعافها بشكل مؤقت، يشبه ما يحدث أثناء نوبة قلبية"، يوضح مدير نظام القلب في المركز الطبي هيلل يافه البروفيسور أريئيل روجين.
"أمراض القلب معروفة وأكثر شيوعا بين أوساط الرجال. ولأول مرة ظهرت هناك حالة يتم فيها إدخال عدد أكبر من النساء إلى وحدة العناية المركزة للقلب أكثر من الرجال. يدور الحديث عن نساء شابات، حيث أن المشترك بينهم جميعا هو أنهن أمهات جنود يخدمون في وحدات قتالية في غزة. اشتكوا جميعهن من أعراض تشبه أعراض النوبة القلبية، مثل آلام شديدة في الصدر، صعوبة في التفس وزيادة في التعرق، والتي تظهر عادة بين دقائق وساعات من لحظة التعرض لنفس الحدث الضاغط"، يوضح البروفيسور روجين . "يظهر لدى هؤلاء المرضى تغيرات في مخطط تخطيط القلب تشبه انسداد عضلة القلب، ويتم إدخالهن إلى القسطرة من أجل فحص طريقة انقباض عضلة القلب وما إذا كان هناك أي انسداد في الشرايين. في معظم الحالات، لم تتم ملاحظة أي انسدادات، لذلك يمكن تحديدها بشكل شبه مؤكد أن الحديث يدور عن متلازمة القلب المكسور. كان لدى بعض النساء فعلا انسداد عضلة القلب نتيجة انسداد الشريان، على الرغم من أن بنية الشريان كانت سليمة نسبيا. لقد أصيبت هؤلاء النساء من انسداد عضلة القلب الكلاسيكي، ولكن هذه المرة ليس نتيجة لعوامل الخطر، ولكن بسبب التوتر".
ماذا نفعل؟
يتم العلاج عن طريق إعطاء أدوية بهدف تحسين وظيفة القلب ومراقبة القلب. تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من مشاعر التوتر بين أوساط من عانت من المتلازمة، إلا أنه في معظم حالات متلازمة القلب المكسور تمر من تلقاء نفسها، دون أن تترك أي أثر، ويعود القلب إلى وظيفته السليمة بعد عدة أيام.
"في هذه الأيام الصعبة، حاولوا تهدئة العقل، سواء من خلال النشاط الرياضي، التأمل أو أي شيء يجعلك تشعر بالارتياح. ومن ناحية أخرى، يمكن أن تؤثر أمراض القلب أيضا على النساء، فإذا شعرتن بضغط قوي في الصدر، صعوبة في التنفس أو أي شعور غير عادي، يجب إجراء فحص طبي في أقرب وقت ممكن"، يلخص بروفيسور روجين.