من الدعاء المعتاد على كل امرأة حامل قبل الولادة "على أن تخرجي بأيد ملبئة". بركة سعيدة، ولكن أيضا مليئة بالمعنى. بالنسبة للقابلة التي ترافق الزوجين في "ولادة صامتة"، تصبح هذه البركة ذات معنى وألم أكبر بكثير. إنها ولادة لا يمكن تصور الحزن فيها.
ما هي الولادة الصامتة وكيف يمكن التعامل معها؟
في كل عام، هناك 2.6 مليون حالة ولادة جنين ميت في العالم، وفي اللغة المهنية – الولادة الصامتة. إنه حدث حاسم في حياة المرأة وشريكها وله آثار نفسية اجتماعية سلبية طويلة المدى. إن توفر الرعاية النفسية والاجتماعية المهنية في إدارة الولادة الصامتة أمر بالغ الأهمية ومهم، خاصة عندما لا تنتهي الصعوبة بالولادة نفسها، بل هناك صراع طويل الأمد، ومن هنا تأتي أهمية استمرار العلاقة المستمرة بين القابلة والزوجان، منذ لحظة الخبر المرير، الانقباضات، والولادة وحتى بعدها.
أدى هذا المعطى إلى إنشاء برنامج فريد من نوعه في غرف الولادة في المركز الطبي هيلل يافه من قبل طاقم من ست قابلات مخضرمات – هم تانيا ليفي، يردان شالوم، ياعيل كوهين جولدمان، نتالي بيكر، عدي دهان وإسنات ليفي. فاز البرنامج باسم "شرارات الأمل في عناق مغلف"، وله هدفان رئيسان: الأول، توفير الأدوات المهنية للقابلات حتى يتمكنوا من تقديم أفضل رعاية للأزواج الذين يمرون بولادة صامتة، ولكن للتعامل أيضا مع الأمر بأنفسهم. الهدف الثاني هو معرفة كيفية تجهيز الأم / الزوجين ب "صندوق الأدوات" المهني والصحي لهم، حتى يتمكنوا من التعامل بشكل أفضل مع التجربة الصعبة التي مروا بها.
حصل المشروع على منحة مالية ومرافقة من "صندوق بريئا - صحي"، الذي يدعم المشاريع المبتكرة لتعزيز صحة المرأة، من بين عشرات المشاريع، فضلا عن جائزة الطاقم المتميز من وزارة الصحة.
"تخضع القابلات لتدريب مهني لتعميق معرفتهن، دعمهن، حوار مفتوح بمرافقه أخصائية اجتماعية وورش عمل إثرائية. القابلة التي تخضع لتدريب مهني وموجه، وتتلقى الأدوات المهنية للمرافقة والدعم في مثل هذه المواقف، ستعرف كيفية تقديم رعاية مهنية أفضل"، تشرح تانيا ليفي، الممرضة المسؤولة عن غرف الولادة في المركز الطبي هيلل يافه. "هؤلاء الأزواج الذين يمرون بولادة صامتة، يتلقون منا رعاية شاملة ومهنية تتضمن معرفة واسعة، حزمة ذاكرة للجنين الميت، اتصالا مستمرا مع الطاقم المعالج مع مرور الوقت وإمكانية تلقي علاج CBT – العلاج السلوكي المعرفي للأم، خدمة فريدة من نوعها في البلاد حيث نقوم بتشغيلها هنا، في جناح الولادة".
طاقم قابلات هيلل ليفي الشريكات في إقامة مشروع "شرارات الأمل في عناق مغلف"
خلق الأفق والشعور بالكفاءة - عيادة "ياهف"
في إطار مشروع الشرارات وتكامل النظام الطبي والاجتماعي، تم إنشاء عيادة في هيلل يافه باسم "عيادة ياهف"، والتي تضم طاقم مهني متعدد الأنظمة، يتكون من طبيبة، قابلة وأخصائية اجتماعية، التي ترافق الأزواج الذين مروا بولادة صامتة طوال فترة العلاج في المستشفى، منذ لحظة الأخبار المريرة وحتى تسريحهم إلى المنزل، وحتى إحالتهم إلى الجهات ذات الصلة في المجتمع، مثل التأمين الوطني وجمعيات الإغاثة.
بالتعاون مع جمعية "شرارات عنبار"، الزوجان اللذان شهدا ولادة صامتة يحصلون على صندوق ذكريات يتضمن صورة وبصمة يد وقدم للمولود الجديد، شمعة، حلقة مفاتيح وكتاب يتضمن قصص من شأنها أن تساعد بتعامل الوالدان مع الخسارة. في حالة كان هناك أطفال آخرين في المنزل، نعمل على إضافة كتاب مناسب للأطفال ودفتر مكتوب فيه كلمات تقوية وتشجيع للطاقم المعالج. "علاج الذي يدعم الحزن والتكيف مع اليوم التالي ويقلل من النتائج الصحية والاجتماعية السلبية بين الوالدين. نحن نهتم في الحفاظ على التواصل حتى بعد إطلاق سراحهم من أجل مواصلة دعمهم حتى عن بعد"، تختتم ليفي.