لذكرى المحارب، من أجل أولئك الذين يجيدون صعوبة

حدث مثير بشكل خاص في الأسبوع الماضي: افتتاح عيادة "نيتسان" للصحة النفسية في مجمع هفيليج القرية (مركز التسوق "مول هحوف"، الخضيرة). العيادة، وهي مشروع مشترك بين المركز الطبي هيلل يافه والمركز الطبي شاعر منشه، حيث تم افتتاحها رغبة في زيادة خدمات الصحة النفسية وجعلها في متناول سكان المنطقة، على خلفية الطلب المتزايد عليها، من بين أمور أخرى، بسبب الحرب.

تم تسمية العيادة على اسم الرقيب نيتسان شيسلر رحمه الله، الذي سقط في خان يونس في شهر يناير كانون الثاني من العام 2024. والدته هي ممرضة في هيلل يافه، وكان هو نفسه يعمل كحارس أمن في شاعر منشه. نشأ نيتشان، ابن فرح وإيرز والأخ الأكبر لشاي وشير، في الخضيرة، كان طالب متفوق ولاعب كرة قدم موهوب – مشجع متحمس لفريق هبوعيل تل أبيب، الذي قرر، قبل تجنيده، التخلي عن مسيرته الرياضية لصالح الانخراط في سلاح المظليين، مثل والده.

"كان نيتسان محبوب للغاية من زملائه في شاعر منشه، ليس فقط من حراس الأمن، بل أيضا من طواقم أقسام الحراسة المشددة التي كان يعمل فيها كحارس"، قال في الحفل البروفيسور ميكي دودككوفيتش، الذي يدير كلا المركزين الطبيين. "في رأيي، لا يوجد شيء تقريبا من قبيل الصدفة، وهذا الارتباط المخيف، الذي لم يعد من الممكن فكه، بين عائلة شيسلر وشاعر منشه، وبين شاعر منشه وهيلل يافه – الذي كان مرتبطا بالدم، حرفيا، في تلك الليلة المروعة، المريرة والمتسرعة – نحن نرتقي به اليوم إلى مكانة شفاء، معنى وأمل، تخليدا لذكراه وتكريما له".

حفل افتتاح العيادة بحضور إدارة المركز الطبي هيلل يافه ومركز شاعر منشه للصحة النفسية جنبا إلى جنب مع والدة نيتسان، فرح شيسلر

أضافت المديرة الإدارية لمركز شاعر منشه ليئا بوتسر: "كان مستقبل نيتسان أمامه. وفاته خسارة لا تعوض. لكنني أود أن أؤمن بأن المكان الذي نُعلم فيه اليوم، سوف يعبر بشكل جيد عن الإرث والروح الطيبة التي تركها لنا لسنوات طويلة قادمة، وسيمنح الأمل والحياة، حرفيا، لكثير من الناس الذين يعانون من ضائقة نفسية وعاطفية. وبفضل العلاج في العيادة، الاعتراف به والوقاية منه، ستتحسن حالتهم بشكل ملحوظ".

العيادة، التي كان مسؤول عن إنشائها نائب المديرة الإدارية في شاعر منشه يانيف مادار، تم تاسيسها بتبرع من الاتحادات اليهودية في أمريكا الشمالية. وصرحت ممثلة الاتحاد، هحاني كوهين، خلال الحفل، بأنه منذ -8.10 أدركت الاتحادات في جميع أنحاء القارة أن الصحة النفسية سوف تكون أحد الأهداف الرئيسية لتبرعاتها: "أنا متحمسة جدا لرؤية هذا يحدث هنا وفي مراكز أخرى"، كما قالت. وفي هذا السياق، قال نائب مدير مركز شاعر منشه، الدكتور مولي ليندر: "هناك إحياء ذكرى فريدة من نوعها هنا، ليست نصبا تذكاريا أو شيئا ماديا، بل شيء يكاد يكون روحي. في كل حرب، يُترك الكثيرون خلفهم، مصابين جسديا ونفسيا، وهم من سوف يتلقون العلاج هنا".

كانت فرح والدة نيتسان آخر المتحدثين في الحدث، وقد أثرت بعمق في جميع الحاضرين: "عندما دخلنا هنا ورأينا لافتة "مركز نيتسان"، دمعت أعيننا. شكرا لكم على تذكر نيتسان. ما دمتم تتذكرونه، ستبقى ذكراه وجوهره حاضرين.

"أنا سعيدة جدا لأن هذا المكان هو جوهرة حقيقية، وسيتمكن من توفير الراحة والشفاء للأشخاص العائدين من غزة ولبنان، وكذلك من الحروب السابقة، والذين يجدون صعوبة في ذلك. لا عيب في الحصول على المساعدة".