عندما تم افتتاح مركز هالينا – مركز ضحايا الاعتداء الجنسي في المركز الطبي هيلل يافه، كان يقدم استجابة من غرفة صغيرة في قسم طوارئ النساء. أما اليوم، وبعد افتتاح مركز صحة المرأة الجديد، فيعمل المركز في مجمع بمنطقة مخصصة، مع مدخل منفصل، بطريقة سرية، متاحة فورا ومع عناية فائقة بالتفاصيل، وبالتعاون مع ممرضات من العيادات الخارجية وغرف الطوارئ، حسب الحاجة. يمنح المركز علاج لفئة سكانية واسعة ومتنوعة في المنطقة الواقعة بين رامات هشارون وحتى عتليت شمالا، بما في ذلك كامل المنطقة الواقعة شرق وجنوب هشارون، حتى في المناطق التي لا توجد فيها مراكز مخصصة. حتى الآن، عالج الطاقم متعدد التخصصات وساعد ما يقارب 400 ضحية. كما أن خبرة المركز الواسعة وأسلوب عمله الفريد بالتعاون مع عيادات الصحة النفسية، المنظمات في المجتمع، المركز الوطني للطب الشرعي والشرطة، جعلته نموذجا رائدا فريدا من نوعه، حيث يوضح أساليب عمل لمراكز مماثلة، والتي أنشئت بعده.
نهج شخصي وعلاج متعدد الأبعاد
"نحن لا نقدم العلاج في أوقات الأزمات فقط، بل نسعى جاهدين إلى تصميم حزمة دعم وعلاج شخصي، مع السعي الدائم للتحسين، الدقة والابتكار"، توضح الدكتورة رنات راينس – كارمل، مدير المركز منذ إنشائه. "هذا ما يميزنا أيضا: لقد طورنا آليات والتي تجمع بين العلاج السريري الدقيق والسري، رعاية الصحة النفسية، عيادات المتابعة والتعاون مع مقدمي العلاج في المجتمع، وذلك من أجل تقديم حزمة متكاملة. من الواضح لنا أن من يلجأ أو تلجأ إلينا يحتاج أو تحتاج إلى دعم مستمر. لذلك، تعد الخدمات المصاحبة المتنوعة تطورا فريدا من نوعه خاص بنا".
يتم تقديم العلاج في المركز من قبل طاقم متنوع ومتعدد الثقافات، يضم رجال ونساء من مختلف الأطياف، العربية واليهودية، الدينية والعلمانية، ويتحدثون عدة لغات. هذا التعدد الثقافي يجعل العلاج في متناول مختلف القطاعات على النحو الأمثل.
.jpg)
الدكتورة رينس والأخصائية الاجتماعية بيادسه في مركز هالينا لضحايا الاعتداء الجنسي التابع إلى هيلل يافه
عيادة المتابعة وإمكانية الزيارة الإلكترونية
من بين الخدمات الفريدة من نوعها التي يقدمها المركز:
-
إمكانية الحضور إلى عيادة المتابعة دون الحاجة إلى تعهد، نموذج 17 أو دفع أي رسوم، بعد الإقامة في غرفة الرعاية الحادة. يتاح هذا الأمر كخيار للضحايا الراغبين في الحصول على نتائج الفحوصات أو متابعة حالتهم.
-
إمكانية الزيارة الإلكترونية / عبر الإنترنت (التطبيب عن بعد): تتيح هذه الخدمة الفريدة من نوعها والمبتكرة للضحايا غير الراغبين في جمع الأدلة، الحصول على العلاج الدوائي الأولي والدعم النفسي والاجتماعي عبر مكالمة فيديو آمنة، دون الحاجة إلى الحضور شخصيا إلى المستشفى. هذه الخدمة، التي بدأت بالتطور في أعقاب فترة الكورونا، مخصصة لحالات محددة، وتقتصر على أسبوع من تاريخ الحدث. تتيح هذه الخدمة استجابة أولية سريعة وسرية، مما يخفف من "حاجز الوصول" إلى المستشفى. نشأت هذه الخدمة بناء على طلب مساعدة من امرأة تعرضت للاعتداء في خارج البلاد، وبعد مشاورات مع إدارة المستشفى واستشارات قانونية، تم وضع منهجية للعلاج عبر الإنترنت من خلال نظام آمن. هذه الخدمة مناسبة للحالات التي لا ترغب فيها الضحية بجمع الأدلة، بل تحتاج إلى علاج دوائي ودعم نفسي واجتماعي أولي. "هذا يتيح الحصول على العلاج لمن لا تستطيع أو لا ترغب في الحضور شخصيا إلى المستشفى، لحضور لقاء وجاهي"، توضح الدكتورة راينس كارمل. من المهم الإشارة إلى أن هذه الخدمة مخصصة للحالات التي حدثت بعد أسبوع من الحادثة، وتخضع لتقييم مهني لملاءمتها للحالة.
-
الدعم النفسي والاجتماعي – "عيادة جيفن": "يدور الحديث عن تعاون مع منظومة الصحة النفسية التابعة إلى "هيلل يافه"، توضح الأخصائية الاجتماعية حمدة بياديه "لقد تم تشكيل طاقم متخصص في عيادة الصحة النفسية، باسم طاقم "جيفن" الذي يضم أطباء نفسيين، أخصائيين نفسيين وأخصائيين نفسيين، متخصصين في علاج ضحايا الاعتداء الجنسي. يقدم الطاقم استجابة أولية في فترة زمنية قصيرة (من أيام إلى أسبوع)، وذلك بهدف منع تطور اضطراب ما بعد الصدمة ( PTSD )، مع مراعاة أن الانتظار الطويل للحصول على علاج الصحة النفسية قد يعيق التعافي".
-
توثيق الأدلة بشكل مهني وشامل: خضع الطاقم إلى تدريب خاص في جمع الأدلة الجنائية وتوثيق النتائج، بما في ذلك التصوير الفوتوغرافي ونتائج فحوصات الجسم المتعلقة بالعنف الجسدي، وليس فقط الأعضاء التناسلية. يتم إجراء التوثيق بدقة متناهية وحساسية وباستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية، وتحفظ جميع الأدلة حتى تقرر المريضة استخدامها في إجراءات جنائية.
كما هو مذكور، يتم إجراء كل هذا بأقصى درجات السرية والحساسية. "العلاج في المركز مجاني ومستقل عن التأمين الصحي أو الوضع الصحي، وممول بالكامل من وزارة الصحة، مع الحفاظ على السرية التامة، حيث يحفظ السجل الطبي بالكامل بشكل محوسب وبسرية تامة"، توضح الأخصائية الاجتماعية حمودة بيادسه – الأخصائية الاجتماعية المنسقة لمركز هالينا. "من المهم بالنسبة لنا أن تشعر الضحايا بأقصى درجات الأمان والراحة خلال عملية العلاج الشاقة والطويلة، مع السعي لاستعادة شعورهم بالسيطرة وضمان السرية التامة. وكما هو مذكور، تم تصميم المجمع الجديد للمركز خصيصا ليكون له مدخل منفصل وخاص، ويوفر بيئة محترمة وودية للضحايا.
تجنيد الطاقم لمواجهة أزمة وطنية – علاج الأسرى العائدين من أسر حماس
وضعت تجربة الدكتورة راينس كارمل الفريدة من منوعها موضع الاختبار عندما بدأ الأسرى بالعودة من غزة في نوفمبر تشرين الثاني من العام 2023. شكلت وزارة الصحة طواقم خاصة لتوثيق جرائم الحرب، وألحقت الدكتورة راينس كارمل بطاقم متخصص في المستشفى الذي عملت فيه في شيبا. تقول "لم يسبقنا أحد في العالم في هذا، ولم يكن واضحا ما الذي سنواجهه ". وتضيف "كان علينا وضع خطة عمل من الصفر وتعديلها وتحسينها مع مرور الوقت ".
يمكن التدريب الذي خضعت له الدكتورة راينس كارمل من جمع الأدلة الجنائية بعد الاعتداءات الجنسية والعنف من تحديد وتوثيق النتائج على الجسم، والعمل على ربطها بنوع الإصابة ووقت حدوثها. وتوضح قائلة "معظم النتائج في الفحص الجنائي لا تظهر على الأعضاء التناسلية، بل على الجسم بأكمله – علامات العنف المرتبطة بالإصابة". وقد استخدم توثيقها وتوثيق الطواقم الأخرى كأساس إلى تقارير دولية، بما في ذلك الشهادات أمام الممثل الخاص للأمين العام المعني بالعنف الجنسي في مناطق النزاع، وهي تقارير أثبتت جرائم الحرب التي ارتكبتها حماس.
كان "من ناحيتي علاج العائدين شرفا كبيرا لي، وقد فعلناه بكل احترام"، تقول الدكتورة راينس كارمل. " إنه من أهم التجارب التي مررت بها في السنوات الأخيرة. لقد أذهلني عظمة الروح بعد ما مروا به".
رسالة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة
بمناسبة ال -25 من نوفمبر تشرين الثاني، اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة، يود طاقم مركز هالينا تذكيرنا بأن مكافحة العنف الجنسي تتطلب أنظمة دعم مهنية، حساسة ومتاحة. "العمل مع الضحايا عمل بالغ الأهمية"، توضح الدكتورة راينس كارمل والأخصائية الاجتماعية أفكار. نحن هنا من أجل تقديم استجابة فورية وحساسة – بمهنية ومع احترام وخصوصية تامة. نأمل ألا يضطر أحد إلى ذلك".