في العالم الغربي، يعد سرطان الخصية واحد من أنواع السرطان الأكثر شيوعاً عند الرجال والشباب بين سن 20 و 40. واحد في كل ألف شاب من المتوقع أن يصاب بهذا المرض. ومع ذلك، يأجل العديد من الرجال الذهاب إلى الطبيب، بسبب الشعور بالحرج أو يخشون من التشخيص. الدكتور رونين روب، نائب مدير "قسم المسالك البولية" في المركز الطبي هيلل يافة، يشرح عن المرض ويشدد على أهمية الكشف المبكر عنه، والذي من شأنه زيادة احتمالات النجاة من هذا المرض ومنع ظهور مشاكل في الخصوبة.
تخيل رجل نموذجي في أواخر العشرينات، أو أوائل الثلاثينات. أنه يبدو ويشعر بالحيوية والشباب. وعادة ما يكون الشاب في هذا السن طالب جامعي، في مهنة جديدة، أو في علاقة جديدة. في بعض الأحيان يكون قد بدأ بالتخطيط لتكوين أسرة. آخر شيء يخطر على باله هو أن الإنتفاخ ألذي اكتشفه قبل عدة أسابيع في خصيته سيثبت أنه ورم خبيث.
"أتذكر"، قال الدكتور. رونين، نائب مدير قسم المسالك البولية في المركز الطبي هيلل يافه، "زوجين شابين في أواخر العشرينات قد أتوا إلي. كل محاولاتهم الأخيرة لإنجاب طفل قد بائت بالفشل. كان الرجل يشكو من خصية منتفخة. نتائج الأشعة المقطعية لم تترك مجالاً كبيرا للشك في أنه كان ورمًا. أخبار الورم كانت مفاجئةً وصعبة. فجأة كان عليهم أن يتعاملوا مع صدمة الاكتشاف، الخوف من الجراحة، الإشعاع و\أو العلاج الكيميائي، والأفكار عن المشاكل المحتملة التي قد تطرأ على الوظيفة الجنسية والخصوبة. الضرر في الواقع يلحق بجميع الأنظمة: صحة الرجل، العلاقة مع الزوجة، الثقة بالنفس، ضمان وظيفتة، إلخ. "
"أنا لا أدري إذا كان العديد من الشبان يؤجلون التوجه لتلقي العناية الطبية بسبب الحرج، الخوف، الشعور بالرضا عن الذات، أو بسبب الافتقار إلى الوعي،" واصل الدكتور. رونين، "ولكن من المهم بالنسبة لي إرسال رسالة للشبان بأنه يمكن الشفاء من سرطان الخصية. يمكن زيادة فرص الرجال المصابين بهذا المرض بالنجاة بأكثر من 90% شريطة أن يكونوا على وعي بالمرض وبأعراضه، وأن يلتمسوا العناية الطبية عند الضرورة. "
ما هي أسباب ألمرض؟
سرطان الخصية هو مرض يصيب الشباب بين 20 و 35 عاماً. يعد هذا المرض غير شائع(في إسرائيل يتم تشخيص حوالي 120 حالة سنوياً)، ولكن يمكن أن يكون قاتلا إذا لم يعالج في الوقت المناسب.
ازدادت وتيرة الإصابة بسرطان الخصية في السنوات الأخيرة، أما ببساطة بسبب ارتفاع عدد المرضى و/أو بسبب الكشف المبكر أكثر من أي وقت مضى. في الولايات المتحدة على سبيل المثال ازداد انتشار المرض بما يقارب الضعف خلال السنوات ال 30 الماضية
العوامل التي تسبب سرطان الخصية، كما هو الحال فب الأنواع الأخرى من السرطان، ليست واضحة ومحددة. في الدراسات التي أجريت مؤخرا، تم التحقيق في العوامل الغذائية والبيئية (مثل الإشعاعات المؤينة) كعوامل مساعدة على التسبب بالمرض. عامل الوراثة أيضا له تأثير. عند التعامل مع أحد أقارب الدرجة الأولى، يزداد الخطر، وفي الأخص عند وجود أخ مريض، أكثر من ذلك من آب. هناك مجموعة معرضة لخطر أكثر وضوحاً حيث وتيرة الإصابة يالمرض أعلى (أربع إلى ست أضعاف). الرجال الذين ولدوا مع خصية قلوص(خصية لم تنزل إلى موقعها السليم، ولكنها تتموقع في الفخذ) ينتمون إلى هذه المجموعة. على الأطفال الرضع الذبن تم تشخيصهم مع خصية قلوص الخضوع لعملية جراحية في سن سنة واحدة، لأنه بعد هذا العمر فرص نزول الخصية إلى الصفن ضئيلة. د. رونين يتابع "إجراء العمليات الجراحية لا يقلل إلى حد كبير من فرصة تكون ورم في المستقبل، ولكن سوف يمكن من التشخيص والمتابعة للخصية عن طريق الجس."
ما هي الأعراض؟
"عادة، في المرحلة الأولية من المرض" يقول الدكتور. روب، لا يشعر المريض بأي ألم. " يتغير مظهر الخصية؛ يزداد حجمها، تصبح صلبة وثقيلة، وعند فحصها يشعر بوجود تورم. في المراحل الأكثر تقدما، إذا انتشر السرطان، من المحتمل أن يشعَر بالأم في البطن، الأم في الظهر، ضيق في التنفس، وما إلى ذلك " تشمل اجراء التشخيص إجراء اختبارات دم لتحديد مؤشرات، تصوير الخصيتين بالموجات فوق الصوتية، وتصوير الصدر والبطن والحوض الأشعة المقطعية، نظراً لأن انتشار الورم الأولى يحصل على الغدد الليمفاوية في الريتروبيريتونيوم (الفراغ الموجود وراء البطن).
كيف يتم علاجه؟
يقول الدكتور "وتيرة تكاثر الخلايا في سرطان الخصية هي أعلى منها في الأنواع الأخرى من السرطان،". روب، "لذلك، يتم إجراء العملية الجراحية في غضون الأيام التالية للتشخيص. العلاج يجب ألا تتأخر. "
د. روب تابع يشرح بأن النهج العلاجي يتحدد بحسب نوع الورم ودرجة انتشار المرض، بالتعاون مع فريق طبي من أقسام الأورام والمسالك البولية يرى تزايد . في البداية، يتم إجراء عملية جراحية لإزالة الخصية التي اكتشف فيها الورم. للحيلولة دون انتشار الورم، يتم إزالة الخصية عن طريق الفخذ وليس عن طريق الصفن. ولذلك، لا تؤخذ خزعة (عينة) قبل العملية. "على الرغم من حقيقة أنه يتم أخذ خزعة،" يقول الدكتور. روب، "لا يوجد هناك خوف من تشخيص خاطئ، لأن أفضل أداة تشخيصية لتحديد وجود ورم الخصية هي تصوير الخصيتين بالموجات فوق الصوتية".
أثناء العملية الجراحية لإزالة الورم، قد تُزرع بدلة سيليكون بدلاً من الخصية المبتورة في الذكور بعد سن البلوغ، أي حوالي سن 18-20 وما فوق.
بعد إزالة الورم، يتم إرساله للفحص الباثولوجي وبتم أخذ القرار ما إذا يجب تقديم العلاج الإشعاعي التكميلي أو العلاج الكيميائي. إذا كانت قد بدأت عملية انتشار الورم الخبيث في العقد الليمفاوية،سيتم طرح فكرة إزالة العقد الليمفاوية، استنادًا إلى نوع الورم والمرحلة من المرض. قيما قد تم نقديم العلاج التكميلي للمريض أم لا، يجب أن يخضع المريض لمتابعة منتظمة تجري كل عدة أشهر، يتم فيها اجراء فحص بدني، تصويرالصدر بالأشعة السينية وفحص المؤشرات في دم.
وماذا عن الخصوبة؟
ينصح كل مرضى سرطان الخصية بحفظ الحيوانات المنوية قبل الجراحة. ووفقا للدكتور. رون، نظرياً من الممكن أن بكون الرجل خصب مع وجود خصية واحدة، ولكن في هذه المرحلة حالة الخصية الأخرى، من حيث الخصوبة غير معروفة. أيضا، إذا كان المريض يخضع للعلاج الكيميائي و/أو العلاج الإشعاعي التكميلي، فقد يؤثر هذا على الانتصاب، القذف وتكوين الحيوانات المنوية.
التشخيص الذاتي ينقذ الحياة
مسألة التشخيص المبكر بالغة الأهمية، لأنها تؤدي إلى نسبة نجاح تفوق الـ 90%. يلخص الدكتور. روب، "مثلما يتم تعليم النساء إجراء الفحص الذاتي للثدي، من المهم للشباب أن يكونوا على وعي بالإصابة بألمرض، وإجراء فحص ذاتي للخصية كل عدة أشهر، ومراجعة طبيب مسالك بوليه، بطبيعة الحال، إذا نشأت أية مسألة. لا شك في أن زيادة الوعي والتغلب على أي شعور بالحرج هو ما يصنع الفرق الحقيقي."