" يمكن النظرفي الخروج المبكر". الدكتورة أوسنات وولفيش
|
إن موعد تسريح وخروج الأم الوالدة أصبح أقصر من أي وقت مضى عما كان عليه في العقود السابقة وينطوي ذلك على حد سواء على الاعتبارات الطبية والاعتبارات الاقتصادية. اليوم, معظم المستشفيات في البلاد تقوم بتسريح الوالدة خلال 36 – 48 ساعة بعد الولادة, وذلك عندما تكون الولادة طبيعية من دون مضاعفات. ولكن, يتراوح نطاق الاستشفاء والعلاج في المستشفيات في جميع أنحاء العالم يتراوح من بضع ساعات الى عدة أيام من تاريخ الولادة. البقاء بعد الولادة في قسم الولادة يشمل, بصفة عامة, الكشف والفحص الطبي من قبل طبيب مرة واحدة على الأقل في اليوم, ممرضة مرافقة للوالدة وتلازمها طيلة فترة رعاية الطفل الرضيع وكذلك تدريبها وتقديم الارشادات لها في رضاعة المولود.
قام فريق من المتخصصين في منظمة الصحة العالمية في عام 2012 بتحديد أنه يجب على الأم أن تكون تحت إشراف متخصص مهني خلال ال- 24 ساعة وحتى 48 ساعة الأولى بعد الولادة الطبيعية وغير المعقدة, أما اذا تم تسريح المرأة وخروجها قبل ذلك, ينبغي تشجيعها على مراجعة الأخصائيين أثناء الراحة وفي وقت مبكر بعد الخروج.
عند النظر والمعاينة في تسريح وخروج الوالدة الى منزلها بعد ساعات قليلة من الولادة تتزايد عدد المخاوف: الخوف من التأخير في تشخيص وعلاج المضاعفات مثل النزيف والعدوى لدى الأمهات والرضع, والخوف من التخلي عن الرضاعة الطبيعية نظرا لنقص في التدريب والارشاد والدعم المناسب, وبطبيعة الحال, فإن الخوف من تراجع رضا الأم, الأمر الذي سيشعرها بالوحدة أو العجز في المنزل بسبب عدم وجود الدعم المهني والظروف المثالية للراحة وتقديم الرعاية للمولود.
إن فئة الوالدات الأمهات هي عبارة عن فئة متنوعة جدا, مع احتياجات متنوعة. بعض النساء, لا سيما اذا كانت الولادة الأولى بالنسبة لهن, يحتجن الى مزيد من الدعم والتوجيه المهني في رعاية الأطفال حديثي الولادة وكذلك شفاءهن من الولادة, وأخريات أصحاب أسرة في حاجة الى الراحة فبل عودتهن الى منازلهن لمزاولة مهامهن وأعمالهن المنتظرة داخل المنزل, والبعض الآخر يريد العودة الى المنزل في أقرب وقت لأنهن يشعرن بشعور أفضل في بيئتهم الطبيعية الخاصة بهم حيث الشعور بالأمان أكثر لرعاية أنفسهم والمولود معا في المنزل. وبعض النساء لا يجدن الراحة الحقيقية سوى في منزلهن, وغيرهن ممن لا يستطيعون ايجاد الراحة في المنزل لأسباب مختلفة ومتعددة. الخروج المبكر من المستشفى يتميز (للوهلة الأولى) بالخروج من بيئة "المريض" الى بيئة صحية, عائلية وطبيعية. إن هذا النهج له ميزة خاصة في بلورة وتشكيل الأسرة مع الطفل الجديد, وإمكانية زيادة إشراك الأب وأفراد الأسرة الآخرين في رعاية الطفل الرضيع.
منذ عشر سنوات كنا قد نشرنا بالفعل في مجلة علمية أمريكية, البروفيسور موطي حيلك, مدير قسم أمراض النساء والتوليد في "هليل يافي" , وأنا, وبمشاركة أطباء من مستشفى سوروكا, وهذه الدراسة التي قامت بتقييم الفترة الزمنية للمضاعفات التي سوف تهدد بمخاطر ما بعد الولادة الطبيعية عند النساء السليمات ومدى نسبتها. في هذه الدراسة أردنا توصيف عوامل الخطر ومدى تطور المضاعفات وكذلك فحصها والكشف عن هذه المضاعفات عند حدوثها. ركّزنا على النساء السليمات اللواتي أجريت لهن ولادة مهبلية طبيعية من دون مضاعفات. لم يتم شمل النساء اللواتي كانت ولادتهن معقدة, أو يعانون من أمراض مزمنة, أو النساء اللواتي كانت ولادتهن بمساعدة الأجهزة أو ولادة قيصرية . لم يتم شمل النساء اللواتي تعرضن لنزيف حاد بعد الولادة مباشرة. ولكن النساء اللواتي تم نقلهن ليكونوا تحت الاشراف والمراقبة في قسم التوليد بعد الولادة. تماما مثل الأميرة.
- لا تقلل من أهمية ضرورة الدعم والإرشاد بعد الولادة
وجد أن أكثر المضاعفات شيوعا (أقل انتشارا): نزيف حاد, الحمى, التهاب الأوردة وفقر الدم.
زيادة النزيف الحاد (بالإضافة الى وضعها الطبيعي بعد الولادة) أظهر أن معدّل حوالي أربع ساعات بعد الولادة, وبالمقابل, فضلا عن اثنين من المضاعفات الشائعة الأخرى (التهاب الأوردة وفقر الدم) وظهروا بمعدل 30 ساعة بعد الولادة. لقد كان ظهور النزيف هو من المضاعفات الأكثر خطورة , وأيضا المضاعفات الرئيسية التي تتطلب عناية طبية سريعة, في حين مضاعفات أخرى التي لوحظت مثل الحمى, لا تتطلب معالجة طبية فورية وبالتأكيد اتاحة الوقت للذهاب للمستشفى.
من خلال الدراسة, حاولنا أن نميز بعض النساء اللواتي تطورت لديهن مضاعفات بعد الولادة الطبيعية. وجدنا أن عوامل الخطر لمضاعفات في النساء بعد الولادة الطبيعية وغير معقدة هي الولادة الأولى , الولادة الخامسة وما فوق وولادة قيصرية سابقة .
خطر المضاعفات لدى الأم دون هذه الخصائص أو المميزات , حتى لو كانت هي أميرة , كان منخفضا جدا, وبالتالي, كان استنتاجنا أنه من الممكن التسريح والخروج المبكر, أي بعد حوالي أربع ساعات من الولادة, لدى النساء اللواتي وضعن بولادة طبيعية وبسيطة ولا ينتمون الى مجموعة المخاطر, فيما اذا رغبوا في ذلك.
بالطبع ينبغي على تلك النساء أن يدركوا معنى هذا الخروج, والمضاعفات التي يمكن أن تحدث, بما في ذلك فهم تحديد نوع المضاعفات التي تتفاقم في البيت, مع امكانية الوصول للحصول على العلاج الطبي في غضون فترة زمنية معقولة.
من المهم أن نلاحظ, أن جميع ما قيل في اشارة الى الاعتبارات التي تتعلق بالأم نفسها. أم بالنسبة للمولود أي الرضيع- فإنها أسطورة من نوع آخر, مع اعتبارات طبية أخرى.
ومن المهم قوله أيضا أن النساء اللواتي يسعين للعودة الى منزلهم قبل موعد خروجهم المعتاد يمكنهم فعل ذلك, بشرط أن يكونوا "ملتزمات" للمعايير الطبية المقبولة عموما وأن يلتزمن بأن يكونوا في قمة الوعي والإدراك الكافي حول حدوث المضاعفات.