"هكذا انتظرنا وكان لنا ما أردنا", يصفون ذلك ودموع الفرح والحماسة في عيون محمد وحنان محاجنة, من سكان أم الفحم, في حين تستريح بيسان بجوارهم بسلام, وهي ترتدي ملابس جميلة واحتفالية قبل خروجها بلحظات من قسم حديثي الولادة في المركز الطبي هليل يافي. يتابع محمد كلامه قائلا, "الحمل كان على ما يرام" وأضاف, "وفي تخطيط الصدى التوليدي الذي أجري في نهاية الأسبوع – 22 للحمل, أخبرنا الطبيب بأنه يرى بالفعل فتح عنق الرحم وطلب منا التوجه فورا الى غرفة الطوارئ".
ومن ثم تم نقل حنان على الفور من غرفة الطوارئ الى وحدة الحمل الخطر للمراقبة. وبعد أيام من العلاج في المستشفى, وتحديدا في الأسبوع أل- 23 للحمل وبضعة أيام (الحمل الطبيعي بشكل عام حوالي 40 أسبوع), وقد كشف الأطباء ان فتحة عنق الرحم تتزايد بصورة متقدمة, وحنان أصبحت فعلا في حالة ولادة تقريبا. وبعد التشاور, قرر الأخصائيين, وبشكل استثنائي, إعطاء حقنة لحنان لكي تنضج رئتي الجنين (وغالبا, من غير الممكن إعطاء هذه الحقنة في مثل هذا الأسبوع ), وانتقلت الى غرفة الولادة. وكانت هناك مأزق مرة أخرى, وبقرار مشترك مع الوالدين, أنجبت حنان ابنتها البكر بولادة طبيعية.
"لقد تم توصيلها بالعديد من الأنابيب" يقول محمد, "لقد كانت حياتها مهددة بالخطر الفعلي في الأسابيع الثلاثة الأولى, وعشنا حالة قلق وخوف شديدين. لقد كان الطاقم الطبي في قسم حديثي الولادة في غاية الروعة من حيث الدعم والرعاية التي منحونا اياها طوال فترة الحمل والتي لا يمكن وصفها وحتى يعجز اللسان عن وصفها بالكلمات. فضلا عن العلاج الطبي المذهل برعاية كل من الدكتورة سيلڤيا بولدي, الدكتور إيريز ندير, الدكنورة عميت هوخبيرج , الدكتور ميخائيل فيلدمان وجميع الممرضات الرائعات في الوحدة وببساطة كان شيئا مدهش, بالإضافة الى العاملة الاجتماعية الرائعة من قبل كيرن هليبا التي ساندتنا و رافقتنا في كل وقت , ببساطة "أنقذتنا". فهي علمتنا كيفية التعامل مع هذا الوضع الصعب ومواجهته نفسيا وكيفية دعم بعضها البعض, ولا سيما كيف نكون دائما الى جانب ابنتنا, والمضي قدما خطوة خطوة في كل هذا الوضع الضاغط والمجهد".
الدكتور ميخائيل فيلدمان, مدير وحدة الخدج وحديثي الولادة في المركز الطبي هليل يافي, ويقول عن بيسان المحارب الصغير: "هذه الطفلة, ولدت قبل أسبوع من موعد ولادتها إلا أنها نجت على الرغم من كل الاحصائيات السلبية المعروفة في الأدب الطبي المهني, وافرج عنها في وقت لاحق وهي في وضع صحي متطور وحسب رايي أنه ممتاز. وأن هذه الحالات هي نادرة في عالمنا. وأن الأطفال الخدج الذين ولدوا في مثل هذا الأسبوع مع وجود فرصة للبقاء على قيد الحياة حوالي 40%, وبين الناجين هناك فرصة كبيرة جدا بأن يعانون من ناحية عصبية وتطورية طوال العمر. أما بالنسبة للطاقم الطبي لدينا, يسعى دائما الى بذل كل جهد ممكن تجاه مرضانا الصغار حين تراها وهي تخرج من المستشفى متعافية وبحالة صحية جيدة من الناحية البدنية والعصبية, هو انتصار صغير وارتياح كبير. وبالطبع ستخضع للمراقبة والمتابعة, لكن هذا ينطبق على كل مولود من حديثي الولادة عندما يخرج كليا من المستشفى الى بيته".
في البيت, في أم الفحم, إن جميع أفراد العائلة والوالدين ينتظرون بيسان, وعلى الرغم من الطريق الطويل الذي قطعناه – ثلاثة أشهر في قسم حديثي الولادة والضغوط الكثيرة, ووالديها واثقون بأن هذه الصغيرة – ستصبح كبيرة ورائعة يوما ما. إن طاقم حديثي الولادة يضم صوته الى صوت الأمل والثقة هذه.
طاقم وحدة حديثي الولادة مع الوالدين وبيسان في يوم خروجها