"لقد كنت بنتا وحيدة لوالدي, وأردت حقا أن يكون لي عائلة كبيرة" , كما تقول هداية بدران, البالغة من العمر 33 عاما, من بلدة زيمر. الاّ أن هذه الرغبة قد تحققت بإنجاب خمسة أبناء رائعين, إلاّ أن هداية وزوجها لم يتوقفا عند هذا الحد. "في الحمل الأخير, السادس والعفوي تماما, فقد صليت وتوسلت الى الله بأن تكون المولودة بنتا" , فهي تتكلم والابتسامة لا تفارق وجهها, الى أن فوجئت بنتيجة الفحص بأنها حامل ليس فقط بطفلة واحدة, بل بثلاثة أطفال إناث, وأن جميعهن بمشيمة واحدة, والحديث هنا عن ثلاثة توائم.
"هذا هو حدث نادر في الأدب الطبي حيث يحدث في مرة واحدة من أصل 100 ألف حالة حمل", يقول الدكتور حاييم ديفيد, مدير قسم الولادة في "هليل يافي", الذي أشرف على ولادة التوائم الثلاثة لهداية. وغالبا, لم يتم الحصول ثلاثة توائم من خلال حمل تلقائي, حيث يوصى في الحمل المتعدد الأجنة القيام بإجراء تمييع للأجنة وذلك بسبب خطورة الموضوع على الأم والطفل. في هذه الحالة, فإن التمييع لم يكن خيارا لأنهم كانوا جميعا في مشيمة واحدة, ولم يبق سوى متابعة الحمل المزدحم و"تحمل" هذا الحمل والتقدم به نحو أسبوع آخر قدر الإمكان".
لقد خضعت هداية للمراقبة بشكل متواصل في عيادة الحمل الخطر في "هليل يافي", وأدخلت المستشفى عدة مرات بسبب المخاض المبكر. في الأسبوع ال- 32 من الحمل, في تاريخ 10/ 04 / 2016 , أجريت لها عملية قيصرية, حيث كانت النتيجة ولادة ثلاث بنات جميلات, وبالطيع – توائم تشبه إحداهما الأخرى. وأوزان المواليد كانوا 1.735 كغم , 1.920 كغم , و – 1.560 كغم, وأعطيت لهم الأسماء التالية – لوجين, ألين وتالين. وتم بقاؤهما في المستشفى للمتابعة والعلاج في قسم الأطفال حديثي الولادة الخدّج.
من اليسار إلى اليمين: الدكتور حاييم دافيد، هداية بدران، والدكتور ميخائيل فيلدمان، أسامة بدران والبنات الثلاثة
الدكتور ميخائيل فيلدمان, مدير قسم التوليد وحديثي الولادة , الخدج الذي اشرف على علاج المواليد الجدد, ويعرب عن ثناؤه للأم والأطفال وللطاقم الذي أشرف على مراقبة الحمل: "أولا, جميع الذين أشرفوا على ادارة الحمل في مرحلة ما قبل الولادة على حالة مثل حالة هداية بطريقة لا مثيل لها والجديرة بالثناء. فبفضل مراقبة الحمل وبفضل إصرار هداية, حيث وصلت في أسبوع متقدم, حيث كان للأطفال فرصة ممتازة لكي يولدوا بحد أدنى من المشاكل الصحية, وهذا ما كان بالفعل من الناحية العملية. ثانيا, ويمكن القول بأن البنات أثناء وجودهن في بطن الأم, 'وزّعوا' موارد السكر – البروتين – الدهون, بينهما بصورة متساوية, وحتى أنهن حافظن كل منهن على الأخرى, لذلك كان نموهن داخل الرحم بصورة طبيعية, وأن وزنهن عند الولادة كان جيدا للغاية خاصة في سياق ولادة ثلاث توائم".
اليوم, وبعد أربعة أسابيع من ولادتهن وبعد أن تبين زيادة في وزنهن بشكل جيد ونموهن بشكل طبيعي وسليم, تم مغادرة الأطفال الصغار مع والديهن الى بيتهن.
"لقد كان مثيرا للغاية, تختتم هداية قولها, "والدتي سعيدة جدا من كل الأحفاد الكثيرين, وكذلك نحن". ويضيف أسامة زوجها: " نحن ندرك تماما بأن الأمر ليس بسيطا أو سهلا, وسوف نحتاج الى سيارة أكبر وتنظيم مساعدة دائمة, ولكن سوف يكون كل شيء على ما يرام, غرفتهن جاهزة, وبعد خمسة أولاد فجأة كل شيء وردي, إنها حقا سعادة كبيرة".