تم إجراء قسطرة قلبية خاصة في مركز هليل يافي الطبي

لم يعد هذا مجرد قسطرة عادية , واحدة من آلاف القسطرات التي يتم اجراؤها كل عام في مركز هليل يافي الطبي أو حتى في إسرائيل. خلال الأسبوع , وللمرة الأولى في المركز الطبي هليل يافي , تم إجراء قسطرة باستخدام تقنية فريدة ومتطورة تتطلب مهارة عالية ومزيجًا من عدة تقنيات . تُعرف هذه الطريقة باسم "ارتجاعية" , أي عكسية . وتعتبر هذه طريقة رائدة لأنها قد تمنع الحاجة الى اجراء عملية جراحية في الشريان التاجي . عدد قليل من الناس في العالم قادرون على إجراء القسطرة بهذه الطريقة , نظرا للتعقيد والمهارة المطلوبة لإجرائها .

النهج المقبول حاليا , في الحالات التي يكون فيها تضيق أو انسداد في شريان القلب , هو الوصول إلى انسداد عبر الشريان حيث يقع العائق وإطلاقه بواسطة البالون و / أو وضع الدعامة. في الحالات المعقدة التي يوجد فيها انسداد بنسبة 100٪ , لا يمكن العمل بهذه الطريقة دائمًا , وفي بعض الأحيان تتم إحالة المريض لعملية جراحية أي جراحة فتح مجرى جانبي للشريان التاجي .

في حالة زهدي أبو ندا , البالغ من العمر 47 سنة , الذي وصل إلى غرفة الطوارئ في هليل يافي مع آلام شديدة في الصدر , كان من الضروري إجراء عملية قسطرة معقدة. لقد تعرض أبو ندى بالفعل لنوبة قلبية , تلاه قصور وضعف في عمل القلب .

عندما وصل إلى هليل يافي , تم نقل أبو ندى على وجه السرعة إلى غرفة القسطرة , حيث تم الكشف عن انسداد كامل في الشريان الأيمن السائد. بعد عدة محاولات لفتح الانسداد بالطريقة المعتادة , قرر طاقم القسطرة , الدكتور أهارون بريمرمان , مدير وحدة القسطرة , والدكتور رامي أبو فنه , الذي عاد مؤخراً من دورة تدريبية حول هذا الموضوع , تجربة أسلوب آخر. قرر الاثنان تنفيذ الإجراء بطريقة معاكسة من القاعدة وإدخال " من الباب الخلفي" , أي للوصول إلى الشريان المسدود الأيمن من خلال الشريان المفتوح الأيسر , وهي طريقة تتطلب مهارة عالية جدًا وتحكمًا شديد التعقيد

من اليمين إلى اليسار: د. رامي أبو فنة , المريض زهدي أبو ندا , مدير وحدة العناية المركزة القلبية البروفيسور سيمحا مايزل ,
ورئيس مجلس جسر الزرقاء عماش مراد

"هذه حالة خطيرة لشاب يعاني من انسداد شديد التعقيد بالإضافة الى أمراض أخرى وضعف في وظائف القلب. "لقد رأينا أن هناك انسداد مزمن كامل وبعد عدة محاولات فاشلة لفتحه , كان علينا استخدام طريقة رجعية , عكسية أي أننا دخلنا من خلال الشريان المفتوح من الجهة المقابلة , التي تغذي الشرايين الصغيرة الشريان المسدود , لذلك تمكنا من فتح الانسداد بطريقة جيدة بوسائل غير مباشرة , "أشار الدكتور أبو فنة.

وأضاف الدكتور بريمرمان: "كنا نعلم أننا لا نستطيع تحمل مخاطر أن يخضع المريض لعملية جراحية لتغيير شرايين القلب , نظرًا لوضعه الصحي المعقد , ولذلك حاولنا كل ما في وسعنا لتحرير الانسداد".

يعد فتح الشرايين المغلقة المزمنة إجراءًا معقدًا جدًا يتطلب مهارة وتقنية متطورة. وقال البروفيسور أريئيل روݘين , مدير معهد القلب: "هذه بالفعل طريقة فريدة لا يعرفها سوى القليل في إسرائيل وفي جميع أنحاء العالم , وفي اطار توسيع معهد القلب , سنضيف غرفة قسطرة أخرى ونقوم بعملية قسطرة معقدة توفر حلولاً للمرضى الذين يعانون من انسداد مزمن ومعقد".