رسمياً لم يبدأ موسم الصيف بعد لكن الطقس الحار يجعل الزواحف تخرج من جحورها مثل الأفاعي والعقارب والحريش (أم أربع وأربعين) وغيرها.
وصل إلى مركز هيلل يافي الطبي خلال الأيام الثلاثة الأخيرة ثلاثة شبان تعرضوا للدغات أفاعي. أحدهم شاب في الثلاثينات من عمره لدغته أفعى بينما كان يعمل في الحقل في إحدى القرى الزراعية في المنطقة. وعند وصوله إلى المستشفى لوحظ لديه انتفاخ كبير في منطقة الكعب وأثناء مكوثه في قاعة استقبال المرضى تطورت لديه أعراض أخرى من الأعراض المعروفة للدغة الأفعى مثل هبوط ضغط الدم والتعرق. تحسنت حالته بعد تلقي العناية الطبية وظل في المستشفى لمواصلة العلاج والمتابعة. أما الرجل الثاني فقد وصل إلى المستشفى وكانت كفة رجله منتفخة بشكل كبير وبعد وقت قصير لوحظ لديه هبوط في ضغط الدم وبدأ يتصبب عرقاً. أما اللدغة لدى الرجل الثالث فقد كانت في منطقة اليد وتسببت بانتفاخ محلي. وقال أثناء مكوثه في قاعة استقبال المرضى أنه وجد ثلاث أفاعي قرب بيته وحاول طردها بقواه الذاتية فلدغته إحداها. وبعد تعرضه للدغة وبينما كان في قاعة استقبال المرضى بدأ يشعر بأوجاع في البطن وصار يتقيأ ويتصبب عرقاً وهبط ضغط دمه. تمت معالجة الشبان الثلاثة من خلال إعطائهم مضادات لسم الأفعى وتم إدخالهم للمستشفى لمواصلة العناية الطبية والمتابعة. وفيما بعد تم تسريح أحدهم من المستشفى.
ما هي الأعراض؟
يقول مدير قسم طب الطوارئ في مركز هيلل يافي الطبي، الدكتور جلال أشقر: "في معظم الحالات بعد لدغة الأفعى ينشأ انتفاخ محلي واحمرار. وخلال ساعتين- ثلاث ساعات تبدأ أعراض قد تدل على أن الأفعى سامة، ومنها هبوط ضغط الدم وضيق النفس وزيادة العرق وأوجاع بطن وتشنجات وإسهال وغيرها". كما وأشار الدكتور أشقر إلى أن بعض الناس يميلون في أحيان متقاربة إلى الاعتقاد بأنها مجرد لسعة خفيفة تظهر آثارها على شكل احمرار محلي في موضع اللسعة، ولذا فلا حاجة لتلقي العناية الطبية. لكن "لا داع للمجازفة في حالة لدغة الأفعى. ولا بد من التذكير بأن الأعراض قد تظهر بعد ساعتين وربما أكثر، ولهذا فإذا لم يتم معالجة الحالة خلال مدة معقولة فقد ينتشر السم في الجسم ويصيب أجهزة مختلفة من الجسم".
"تعال فوراً إلى المستشفى". الدكتور جلال أشقر، مدير قسم طب الطوارئ في هيلل يافي
أمور يجب الامتناع عن القيام بها
1. لا تركض أبداً.
2. لا يجوز الربط بين نقاط اللدغ ومحاولة امتصاص السم خارج الجسم.
3. لا يجوز دهن مواد مختلفة على موضع اللدغ.
4. لا يجوز وضع أداة لجبس الدم على المنطقة المُصابة لن هذا قد يؤدي إلى انتشار السم في الجسم بعد انتفاخ موضع اللدغ. إن هذه هي حالة خطرة قد تؤدي إلى انهيار أجهزة الجسم.
كيفية التصرف
1. يجب وضع الشخص المصاب في وضعية استلقاء بحيث يمتنع عن الحركة تماماً.
2. يجب تثبيت المنطقة المصابة بواسطة لوح خشبي أو أي غرض صلب غيره.
3. اتصلوا بنجمة داوود الحمراء لكي يقوم فريق الإسعاف بإعطائه سوائل بالتسريب الوريدي.
4. يجب نقل الشخص إلى غرفة استقبال المرضى في المستشفى لتلقي العناية الطبية والمراقبة في المستشفى.
كيف نتفادى لدغات الأفاعي في هذه الأيام الحارة؟
ويختتم الدكتور أشقر بقوله "نحن نشهد الآن أياماً حارة وجافة والخطر يتهددنا في هذه اليام ليس فقط من الأفاعي، فالحر الشديد قد يشكل خطراً على حياة الإنسان، وخاصة الأطفال والرضع والمسنين والشرائح السكانية الواقعة في دائرة الخطر. لذا علينا أن نتفادى قدر الإمكان تعريض أنفسنا لأشعة الشمس المباشرة وللحر لفترة طويلة، وعلينا أن نمتنع عن القيام بمجهود بدنى لا لزوم له، وخاصة الضعفاء والمرضى، وعلينا الحرص على الإكثار من شرب الماء بما لا يقل عن 10 كؤوس ماء في اليوم وأن نبقى في أماكن مُكيّفة ومظللة. وبالطبع علينا أن نكون أكثر يقظة ولا ننسى أطفال أو حيوانات في سيارة مغلقة. حين تعملون في حديقة البيت، فمن المفضل ارتداء كفوف عمل لتفادي اللدغ واللسع، وإذا صادفتم أفعى فلا تحاولوا مواجهتها، فحين تشعر الأفعى أنها تتعرض للهجوم فإنها ترد للدفاع عن نفسها. وعلى أي حال، فبعد لدغة الأفعى يجب الوصول في أسرع وقت ممكن إلى قاعة استقبال المرضى في المستشفى لأجل تشخيص الحالة وتلقي العناية الطبية".