قوة الحب

تعتمد القدرة على الاتصال بين بني البشر على عوامل وراثية، هرمونية، عصبية وسلوكية . يبدأ الاتصال الأول بين الأم والمولود ويعتمد على اللمس، الشم، النظرة والمزيد . هذا الاتصال له تأثير كبير على زيادة استمرارتطور العلاقات الشخصية بين المولود الجديد وأمه، وخاصة على التطور المعرفي والعاطفي لحديثي الولادة، حيث أن الأساس الرئيسي لهذه العملية هو هرمون الأوكسيتوسين .

نمر طوال الحياة ببعض المواقف، سواء أثناء الولادة، عند ممارسة الجنس أو حتى أثناء العناق، حيث يفرز في جسمنا هرمون الأوكسيتوسين، وهو هرمون مألوف ومعروف باسم "هرمون الحب" . يتم إفرازه من غدة في الدماغ تسمى الغدة النخامية، ويؤثر بشكل أساسي على الأعضاء التناسلية الأنثوية، ولكن أيضا الذكورية .

"بعد الولادة، الوظيفة الرئيسية للأوكسيتوسين هي التسبب في تقلص الرحم لدى الوالدة، وبالتالي منع النزيف غير الضروري . كما أنه يستخدم لتقلص العضلات بشكل عام، على سبيل المثال، في قنوات الثدي (الحليب) إثناء الرضاعة الطبيعية أو في قنوات الجهاز التناسلي أثناء النشوة الجنسية" يوضح مدير قسم الوالدات وغرف الولادة في المركز الطبي هيلل يافه الدكتور حاييم ديفيد . "إن وجود الهرمون في الدم يؤثر على سلوك الإنسان ويساهم بشكل أساسي في تكوين علاقات المودة والمحبة" .

من المستحسن زيادة مستويات الأوكسيتوسين . الدكتور حاييم ديفيد

بالإضافة إلى ذلك، فإن هرمون الأوكسيتوسين له فائدة أخرى . لديه قدرة على تهدئة هرمونات التوتر . "أظهرت الأبحاث أن الاحتضان المتواصل بين الأشخاص يؤدي إلى تقليل الشعور بالتوتر والقلق عن طريق رفع مستوى الأوكسيتوسين في الدم"، يشير الدكتور ديفيد .

وصلت الأبحاث التي أجريت، سواء بين أوساط بني البشر وكذلك بين أوساط الحيوانات، إلى استنتاج أن المستوى المرتفع من الأوكسيتوسين في الدماغ يحسن بشكل كبير العلاقة بين الأم والمولود من خلال الرعاية، التغذية والرضاعة الطبيعية والتسبب في التعاطف، القرب والثقة، بينما يتسبب انخفاض مستوى الهرمون في رفض أو إهمال المولود .

كما تم العثور على علاقة عكسية، أي، أن السلوك الإيجابي للأم اتجاه المولود أدى إلى زيادة إفراز الأوكسيتوسين . في حالات اكتئاب ما بعد الولادة، تم العثور على مستوى منخفض من الأوكسيتوسين وليس من الواضح ما إذا كان إنخفاض الأوكسيتوسين هو الذي أدى إلى السلوك الاكتئابي أو العكس، فإن الحالة النفسية السيئة هي التي أدت إلى انخاض مستوى الأوكسيتوسين . ومع ذلك، هناك علاقة واضحة بين مستويات الأوكسيتوسين والأنماط السلوكية .

في الختام، يشير الدكتور ديفيد: "نظرا لحقيقة أن الأوكسيتوسين هو هرمون مهدئ، ويقلل من الغضب، يقرب بين بني البشر ويتم إفرازه في عمليات الحب المختلفة، فإن توصيتي بمناسبة عيد الحب لا تتعلق فقط بجانب علاقة الأم والمولود . حاولوا زيادة مستويات الأوكسيتوسين الخاصة بكم ولدى أحبائكم من خلال كلمة طيبة أو عناق حقيقي ومتبادل ودافئ، على مدار العام " .