لا يستطيع أي شخص يعرف هيلا ارزا البالغة من العمر 47 عاما من كريات آتا أن يتخيل لنفسه أن الفتاة تعاني من ورم سرطاني في إحدى فقرات العمود الفقري . ارزا، وهي إمرأة تتمتع بصحة جيدة بشكل عام، تلعب في فريق كرة طائرة محترف منذ حوالي عقد من الزمان، وفي السنوات الأخيرة أصبحت أيضا مدربة . الرياضة، كما ذكرت، هي جزء من روتينها اليومي، وبطبيعة الحال كانت تعتقد أن آلام الظهر التي كانت تعاني منها منذ عام ونصف كان بسبب ضغط النشاط الرياضي أو من حركة غير صحيحة قامت بها أثناء إحدى المباريات .
وعندما تروي الأحداث، اعترفت بأنها بدأت في العام الماضي تعاني من آلام أسفل الظهر حيث امتدت تدريجيا إلى أعلى ظهرها وكتفيها . تقول ارزا: "بصفتي شخصا يرفض تناول المسكنات، بدأت في القيام بالتدليك الطبي والعلاج الطبيعي، لكن الألم استمر في مرافقتي لدرجة أنني قبل المباريات كنت أتناول مسكنا للألم وأذهب إلى الملعب" .
هيلا ارزا والدكتور إيال باربلاك في قسم جراحة العظام أ في المركز الطبي هيلل يافه
شاركت قبل شهر تقريبا في المكابيا كواحدة من لاعبي فريق كرة الطائرة وفازت في المركز الثالث المشرف . بعد بضعة أيام، شعرت بألم حاد في كتفها وظنت لنفسها أنها قامت بحركة خاطئة أثناء المباراة . بعد مرور عدة أيام من الألم وتناول المسكنات، ساء الوضع وأدركت ارزا أن هناك شيئا ما غير سليم . شعرت أن ساقيها تضعفان ببطء وفي صباح اليوم التالي لم تعد قادرة على الوقوف بمفردها . أجبرها أقاربها، الذين شاهدوا حالتها، على الذهاب إلى غرفة الطوارئ في منطقة سكنها . هناك تم إطلاق سرح هيلا إلى منزلها على أساس أنها بحاجة إلى الراحة .
لم تستسلم ارزا، وبناء على توصية من أصدقائها المقربين، توجهت إلى الحصول على استشارة من الدكتور إيال باربلاك، مدير قسم العظام أ في المركز الطبي هيلل يافه، عندما كانت بالفعل على كرسي متحرك . أحالها الدكتور باربلاك إلى فحص CT ، والذي أثار الشكوك حول اكتشاف غير طبيعي في العمود الفقري . تم نقلها على الفور لإجراء فحص MRI تصوير بالرنين المغناطيسي للعمود الفقري، مما أكد الاشتباه في سرطان من نوع الغدد الليمفاوية الذي تطور إلى ورم في فقرة T4 من العمود الفقري . في صباح اليوم التالي، خضعت ارزا إلى عملية جراحية معقدة استمرت عدة ساعات، تم خلالها قطع الفقرة وإزالة الورم . نجحت العملية وبعد مرور أيام قليلة تمكنت هيلا من الوقوف على قدميها .
لا تزال ارزا الآن في المستشفى في قسم العظام : "أشعر أنني كنت محظوظة جدا . عندما وصلت إلى هيلل يافه، على الرغم من الأخبار المريرة، علمت أنني في أيد أمينة . لدي طريق طويل لإعادة التأهيل والعلاجات الصعبة أمامي، ولكن بمساعدة عائلتي وأصدقائي المقربين الذي يحيطون بي طوال الوقت، أنا مؤمنة بأنني سأجتاز هذه المرحلة بنجاح" .