الدكتور محمود محاجنة
|
هناك أدوية يجب أن تستمر في تناولها في وقت محدد ويمكن للبعض أن يغير الموعد المخصص لتناولها وفقًا للوقت المسموح به. يشرح الدكتور محمود محاجنة، المختص في الصيدلة السريرية في مركز الطبي هيلل يافه، كيفية إدارة تناول الادوية خلال شهر رمضان.
في شهر رمضان، عندما يكون الأكل والشرب محدودًا، من المهم الحفاظ على الوقت وكيفية استهلاك الأدوية العادية للحفاظ على كفاءتها ولا تظهر على وجه الخصوص أي عوارض جانبية.
هنالك عدّة طرق لتناول الدواء من دون ابطال الصيام، مثل قطرات العين والأذنين والمواد التي يتم امتصاصها عن طريق الجلد: كريمات، مراهم ولاصقات طبية ، والحقن المختلفة، والتحاميل والشطف المهبلي، والأقراص تحت اللسان، والبخاخات وغسول الفم، بشرط ألا تبتلع محتويات الدواء.
في حالة تناول دواء مرة في اليوم وليس إلزامياً تناوله في ساعات الصباح ولا يتأثر بالطعام، يمكن تناول الدواء على وجبة السحور او وجبة الإفطار. وفي حالة دواء يتم تناوله مرتين في اليوم، فيمكن تناول الوجبة الاولى من الدواء على وجبة السحور والوجبة الثانية على وجبة الإفطار. هنالك العديد من الأدوية مع مدة مفعولية تمتد حتى 24 ساعة، ولذلك من الممكن تناولها على وجبة الافطار أو السحور.
من المهم التقيّد بنظام تناول الأدوية خلال شهر رمضان، وفي حالة وجود حاجة لتغيير نظام تناول الأدوية خلال الصوم، من شأن الأمر أن يؤثر على نجاعة الأدوية أو على ظهور أعراض جانبية. إضافة الى ذلك ومن المهم ذكره، أن هناك أدوية ليس من المحبذ وقف تناولها دفعة واحدة نظراً لأن وقف تناولها بشكل حاد من شأنه أن يؤدي إلى الخروج من التوازن، إلى شعور سيء وأحياناً حتى إلى تعريض الحياة للخطر. عليكم ان تتذكروا بأنّ هناك عدة حلول لقضية تناول الدواء، مثلاً يمكن تبديل دواء بدواء اخر من نفس المجموعة، حيث ان الدواء الجديد يمكن تناوله بوتيرة اقل في اليوم. على سبيل المثال: حبوب الدواء التي تمتاز بتسريب المادة الفعالة بشكل بطيء جدا ومتواصل، أو نوع دواء آخر ذو فاعلية لفترة زمنية أطول وهكذا.
يلاحظ الدكتور محمود محاجنة أن الصوم يؤدي إلى أعراض معروفة لدى من يتناولون الأدوية أيضاً، ولذلك فإن الأعراض المختلفة التي تظهر أثناء الصوم ليست بالضرورة متعلقة بالعلاج الدوائي. الأعراض تشمل: الصداع، الدوار، الكسل، الطيش، التعب، الوهن، اضطرابات في نبض القلب وانخفاض في ضغط الدم. بالإضافة الى ذلك، التفكير بالطعام أو برائحة الطعام يثير المعدة الخاوية لتفرز حامضاً ما يؤدي إلى الحرقة أو إلى إثارة المعدة والشعور بالغثيان.
نوصي مرضى الكلى والقلب والسكري بالإضافة الى النساء الحوامل وفي حالات الطوارئ الطبية التوجه الى طبيب الأسرة للتحقق مما إذا كان بإمكانهم الصيام. قد يعاني المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري، من انخفاض حاد في ضغط الدم، بالإضافة الى تغييرات في توازن الأملاح في الجسم وانخفاض في مستوى السكر في الدم. لذلك من المفضل على مرضى السكري الذين يرغبون بالصيام، أن يكونوا حريصين على تناول وجبة السحور خلال شهر رمضان، مع التأكيد على شرب الماء والسوائل بالكمية الكافية، وتجنب تناول كمية مفرطة من النشويات أثناء الإفطار والتشديد على مراقبة مستوى السكر في الدم وقياسه أثناء الصوم (خاصة في الأيام العشرة الأولى من رمضان). إذا كان هناك انخفاض حاد أو زيادة مفرطة في مستوى السكر في الدم أو ظهورعلامات تدل على الجفاف وانخفاض ضغط الدم، فيجب التوقف عن الصيام على الفور.
بالنسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم، من المهم قياس ضغط الدم بانتظام أثناء الصيام في شهر رمضان عدة مرات في اليوم وخاصة في الأيام الأولى من الشهر. الصيام يمكن أن يؤدي الى الجفاف والذي بدوره يؤدي الى هبوط في ضغط الدم وعدم توازن الاملاح بالجسم، ومن جانب اخر، المريض الذي يتناول دواء لضغط الدم سيكون مُعرّض لخطر الاثار الجانبية من هبوط ضغط الدم الحاد. لذلك من المفضل تناول دواء ضغط الدم في الساعات التي تلي الإفطار. وفي حالة حدوث هبوط في ضغط الدم يجب على المريض التوجه الى الطبيب المعالج لتغيير وتخفيض مقدار الجرعة. أما في حالة حدوث هبوط حاد في ضغط الدم يجب على المريض التوقف عن الصيام وشرب كمية كافية من الماء. بالإضافة الى ذلك يجب تناول كمية كافية من الخضروات والفواكه فهي مصدراَ اساسيا للبوتاسيوم الذي يساهم في التحكم بضغط الدم المرتفع، والابتعاد قدر المستطاع عن الاطعمة الغنية بالصوديوم مثل المكسرات المملحة والمخللات، لأنها قد تؤدي لارتفاع ضغط الدم. ولا مانع من ممارسة الرياضة في رمضان، بل قد تساهم الرياضة في التحكم بضغط الدم.
نؤكد على أهمية اتباع نصيحة الطبيب والطاقم الطبي فيما يتعلق بتناول الادوية خلال شهر رمضان لتفادي أي عوارض جانبية وتقبل الله طاعتكم وأعاده علينا وعليكم بالخير والبركات.